الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      5086 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر فأسحر يقول سمع سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلائه علينا اللهم صاحبنا فأفضل علينا عائذا بالله من النار

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( فأسحر ) : أي دخل في وقت السحر وهو قبيل الصبح . وقال الزمخشري هو السدس الأخير من الليل ( سمع سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلائه علينا ) : البلاء ها هنا بمعنى النعمة .

                                                                      قال الخطابي : معنى سمع سامع شهد شاهد ، وحقيقته ليسمع السامع وليشهد الشاهد على حمدنا الله سبحانه على نعمه وحسن بلائه . انتهى .

                                                                      فعند الخطابي هو خبر بمعنى الأمر .

                                                                      وقال التوربشتي : الحمل على الخبر أولى لظاهر اللفظ ، والمعنى سمع من كان له سمع بأنا نحمد الله ونحسن نعمه وأفضاله علينا . انتهى .

                                                                      وقيل سمع بتشديد الميم وفتحها أي بلغ سامع قولي هذا إلى غيره ( اللهم صاحبنا ) : بصيغة الأمر من المصاحبة والمراد أعنا وحافظنا ( فأفضل علينا ) أمر من الأفضال أي تفضل علينا بإدامة النعمة والتوفيق للقيام بحقوقها [ ص: 348 ] ( عائذا بالله من النار ) حال من ضمير يقول أو بمعنى المصدر أي أعوذ عياذا بالله كذا في فتح الودود .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه مسلم والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية