الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3506 3709 - حدثني عمرو بن علي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، أن ابن عمر- رضي الله عنهما- كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. [4264- فتح: 7 \ 75]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هو أبو عبد الله الهاشمي الطيار، أحد السابقين الأولين، والشهداء المبرزين، أسلم قديما، وهاجر الهجرتين، مات بمؤتة في جمادى سنة ثمان، ابن إحدى وأربعين أو ثلاث وثلاثين.

                                                                                                                                                                                                                              قال البخاري: (قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "أشبهت خلقي وخلقي").

                                                                                                                                                                                                                              هذا قطعة من حديث البراء السالف الذي قال فيه لعلي: "أنت مني وأنا منك".

                                                                                                                                                                                                                              ثم البخاري حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-: كنت ألزم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بشبع بطني، كان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب، كان

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 312 ] ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء، فنشقها فنلعق ما فيها.

                                                                                                                                                                                                                              ذكر أبو هريرة بعض أمره وسكت عن لزومه إياه لما يعيش فيه، ويقال: سكت عن ذكر الاقتباس; لأنه عمل صالح خشي أن يدخله رياء.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ((حين) لا آكل الخمير، ولا ألبس الحبير) الخمير: ما يجعل الخمير في عجينة من الخبز الأدم، والحبير-بالحاء المهملة-: الثياب المحبرة، كالبرود اليمانية ونحوها، قاله الخطابي، وقال الهروي: الحبير: ثياب يصنع باليمن، قال: وهي تستحب في الكفن، وقال ابن فارس: الثوب الحبير: الجديد.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (كنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع). هو كقوله: كنت أخر ما بين البيت والمنبر، حتى يظن من رآني أني مجنون، وما بي جنون، ما بي إلا الجوع.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر حديث الشعبي، أن ابن عمر- رضي الله عنهما- كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.

                                                                                                                                                                                                                              سببه أن قطعت يداه في القتال; فجعلهما الله له جناحين في الجنة في البرزخ. وقول أبي هريرة- رضي الله عنه- في الحديث قبله: (إنه كان خير الناس للمساكين) أي: لسخائه، ومن أشبه الشارع خلقا وخلقا، كيف

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 313 ] لا يكون ذلك من شيمته، وكان ابنه أيضا جوادا حتى قال له الحسن والحسين: إنك متلاف. فقال: عودني ربي أن يفضل على ما أفضل عن الناس.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية