الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ ص: 174 ] فصل [ النوع الثاني من كيد الله تعالى لعبده ]

النوع الثاني من كيده لعبده المؤمن : هو أن يلهمه تعالى أمرا مباحا أو مستحبا أو واجبا يوصله به إلى المقصود الحسن ; فيكون على هذا إلهامه ليوسف أن يفعل ما فعل هو من كيده تعالى أيضا ، وقد دل على ذلك قوله : { نرفع درجات من نشاء } فإن فيها تنبيها على أن العلم الدقيق الموصل إلى المقصود الشرعي صفة مدح ، كما أن العلم الذي يخصم به المبطل صفة مدح ; وعلى هذا فيكون من الكيد ما هو مشروع ، لكن لا يجوز أن يراد به الكيد الذي تستحل به المحرمات أو تسقط به الواجبات ; فإن هذا كيد لله ، والله هو الذي يكيد الكائد ، ومحال أن يشرع الله تعالى أن يكاد دينه ، وأيضا فإن هذا الكيد لا يتم إلا بفعل يقصد به غير مقصوده الشرعي ، ومحال أن يشرع الله لعبده أن يقصد بفعله ما لم يشرع الله ذلك الفعل له .

فهذا هو الجواب عن احتجاج المتحيلين بقصة يوسف عليه الصلاة والسلام ، وقد تبين أنها من أعظم الحجج عليهم ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية