الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ ص: 239 ] فصل :

[ إبطال حيل في الأيمان ]

من الحيل الباطلة بلا شك الحيل التي يفتي بها من حلف لا يفعل الشيء ثم حلف ليفعلنه ، فيتحيل له حتى يفعله بلا حنث ، وذكروا لها صورا : أحدها : أن يحلف لا يأكل هذا الطعام ، ثم يحلف هو أو غيره ليأكلنه ، فالحيلة أن يأكله إلا لقمة منه ، فلا يحنث .

ومنها : لو حلف أن لا يأكل هذا الجبن ، ثم حلف ليأكلنه ، قالوا : فالحيلة أن يأكله بالخبز ، ويبر ولا يحنث .

ومنها : لو حلف لا يلبس هذا الثوب ، ثم حلف هو أو غيره ليلبسنه ، فالحيلة أن يقطع منه شيئا يسيرا ثم يلبسه ، فلا يحنث .

وطرد قولهم أن ينسل منه خيطا ثم يلبسه .

ولا يخفى أمر هذه الحيلة وبطلانها ، وأنها من أقبح الخداع وأسمجه ، ولا يتمشى على قواعد الفقه ولا فروعه ولا أصول الأئمة ; فإنه إن كان بترك البعض لا يعد آكلا ولا لابسا فإنه لا يبرأ بالحلف ليفعلن فإنه إن عد فاعلا وجب أن يحنث في جانب النفي ، وإن لم يعد فاعلا وجب أن يحنث في جانب الثبوت ، فأما أن يعد فاعلا بالنسبة إلى الثبوت وغير فاعل بالنسبة إلى النفي فتلاعب .

التالي السابق


الخدمات العلمية