الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5647 [ ص: 188 ] 2739 - (5680) - (2 \ 93 - 94) عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة، فمن شاء فليستبق على وجهه، وأهون المسألة مسألة ذي الرحم تسأله في حاجة، وخير المسألة المسألة عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول ".

التالي السابق


* قوله: "كدوح": - بضمتين - أي: آثار قشر الجلد بنحو عود.

* "ومن شاء": توبيخ مثل: ومن شاء فليكفر [الكهف: 29] لا إباحة له وإذن فيه.

* "فليستبق": أي: بالإدامة على المسألة.

* "وخير المسألة المسألة عن ظهر غنى": هكذا في "المسند".

وكذا في "المجمع" بلفظ: "خير المسألة المسألة عن ظهر غنى".

والظاهر أنه سهو من بعض الرواة، والصواب: "وخير الصدقة الصدقة عن ظهر غنى" كما هو المشهور في الأحاديث، وعلى تقدير ثبوته يحمل على أن المراد: أن من احتاج إلى السؤال، فاللائق به أن يسأل الغني، ومعنى "عن ظهر غنى": أي: ما يبقى بعدها غنى لصاحبه قلبي؛ كما كان للصديق - رضي الله عنه - أو قالبي، فيصير ذلك الغنى للصدقة كالظهر للإنسان وراء الإنسان، فإضافة الظهر إلى الغنى بيانية؛ لبيان أن الصدقة إذا كانت بحيث يبقى لصاحبها الغنى بعدها، إما لقوة قلبه، أو لوجود شيء بعدها يستغني به عما تصدق، فهو أحسن، وإن كانت بحيث يحتاج صاحبها بعدها إلى ما أعطى، ويضطر إليه، فلا ينبغي لصاحبها التصدق به، والله تعالى أعلم.

وفي "المجمع": رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

* * *




الخدمات العلمية