الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6503 [ ص: 323 ] 2983 - (6539) - (2 \ 165) عن عبد الله بن عمرو، قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجال يجتهدون في العبادة اجتهادا شديدا، فقال: " تلك ضراوة الإسلام وشرته، ولكل ضراوة شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى اقتصاد وسنة فلأم ما هو، ومن كانت فترته إلى المعاصي، فذلك الهالك ".

التالي السابق


* قوله: "فقال: تلك ضراوة الإسلام": الضراوة: العادة الطلابة للشيء بحيث لا يصبر عنه؛ أي: إنها عادة يوجبها الإسلام.

* "وشرته": - بكسر شين وتشديد راء - : الحرص على الشيء، والنشاط له؛ أي: هي حرص يتسبب عن الإسلام أول الأمر.

* "فلأم ما": الظاهر أن الأم - بضم الهمزة وتشديد الميم - بمعنى: الأصل، و"ما" للإبهام، قصد به إفادة التعظيم؛ أي: فهو لأم ما؛ أي: فهو إلى أصل عظيم رجع، وقيل: - بفتح الهمزة - بمعنى: قصد الطريق المستقيم، ويحتمل أن يكون الأم أقيم مقام المأموم؛ أي: هو على طريق ينبغي أن يقصد، وقد سبق قريبا بعض ما يتعلق بهذا الحديث.

في "المجمع" بعد ذكر الحديث فيه بنحو هذا: رواه الطبراني في "الكبير" وأحمد بنحوه، ورجال أحمد ثقات، وقد قال ابن إسحاق: حدثني أبو الزبير، فذهب التدليس.

* * *




الخدمات العلمية