الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6660 3115 - (6699) - (2 \ 181) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى: أيما مستلحق استلحق بعد أبيه الذي يدعى له، ادعاه ورثته: فقضى إن كان من حرة تزوجها، أو من أمة يملكها، فقد لحق بما استلحقه ، وإن كان من حرة أو أمة عاهر بها، لم يلحق بما استلحقه، وإن كان أبوه الذي يدعى له هو ادعاه، وهو ابن زنية، لأهل أمه، من كانوا، حرة أو أمة ".

التالي السابق


* قوله: "أيما مستلحق": - بفتح الحاء - : الذي طلب الورثة إلحاقه بهم.

[ ص: 415 ] * "استلحق": على بناء المفعول، والجملة كالصفة الكاشفة لمستلحق.

* "بعد أبيه": أي: بعد موت أبيه، وإضافة الأب إليه باعتبار الادعاء والاستلحاق، ولذلك قال: "الذي يدعى له".

* "ادعاه ورثته": قيل: هو خبر المبتدأ، ولعله بتقدير: هو الذي ادعاه، ولا يخفى أنه لا فائدة في هذا الخبر؛ لدلالة عنوان المبتدأ عليه، فالوجه أنه وصف ثان لـ"مستلحق" لزيادة الكشف، والخبر جملة "إن من كان من حرة. . . إلخ ".

* وقوله: " فقضى": تكرير للأول لبعد العهد.

* "فقد لحق بما استلحقه": أي: فقد لحق بالوارث الذي ادعاه، والمراد بـ "ما" الوارث أعم من أن يكون كل الورثة أو بعضها، فلا يلحق إلا بالوارث الذي يدعيه، فيصير وارثا في حقه، دون الوارث الذي لا يدعيه، فهو في حقه أجنبي، ولكون المراد الوارث، وهو صفة، قيل: "ما" دون "من" كما في قوله تعالى: فانكحوا ما طاب لكم [النساء: 3] أي: العدد الذي طاب لكم.

* "عاهر": أي: زنى.

* "لم يلحق": على بناء الفاعل؛ من اللحوق، أو بناء المفعول؛ من الإلحاق، والأول أظهر.

* "وإن كان أبوه. . . إلخ": كلمة "إن" فيه وصلية، وهو تأكيد لما قبله من عدم حصول اللحوق.

* "وهو ابن زنية": بيان لحاله بعد بيان أنه لا يصح استلحاقه.

* "حرة": أي: الأم، حرة كانت أو أمة.

* * *




الخدمات العلمية