الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر استيلاء قرغويه على حلب وإخراج أبي المعالي بن حمدان منها

في هذه السنة أيضا استولى قرغويه غلام سيف الدولة بن حمدان ( على حلب ، وأخرج منها أبا المعالي شريف بن سيف الدولة بن حمدان ) ، فسار أبو المعالي إلى حران ، فمنعه أهلها من الدخول إليهم ، فطلب منهم أن يأذنوا لأصحابه أن يدخلوا فيتزودا منها يومين فأذنوا لهم ، ودخل إلى والدته بميافارقين ، وهي ابنة سعيد بن حمدان ، وتفرق عنه أكثر أصحابه ومضوا إلى أبي تغلب بن حمدان .

فلما وصل إلى والدته بلغها أن غلمانه وكتابه قد عملوا على القبض عليها وحبسها ، كما فعل أبو تغلب بأبيه ناصر الدولة ، فأغلقت أبواب المدينة ومنعت ابنها من [ ص: 287 ] دخولها ثلاثة أيام ، حتى أبعدت من تحب إبعاده ، واستوثقت لنفسها ، وأذنت له ولمن بقي معه في دخول البلد وأطلقت لهم الأرزاق ، وبقيت حران لا أمير عليها ، ولكن الخطبة فيها لأبي المعالي بن سيف الدولة ، وفيها جماعة من مقدمي أهلها يحكمون فيها ، ويصلحون من أمور الناس .

ثم إن أبا المعالي عبر الفرات إلى الشام ، وقصد حماة فأقام بها ، على ما نذكره سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية