الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عود أبي المعالي بن سيف الدولة إلى ملك حلب

في هذه السنة عاد أبو المعالي شريف بن سيف الدولة بن حمدان ملك حلب وكان سببه أن قرغويه لما تغلب عليها أخرج منها مولاه أبا المعالي ، ( كما ذكرناه [ ص: 353 ] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، فسار أبو المعالي إلى والدته بميافارقين ) ، ثم أتى حماة ، وهي له ، فنزل بها ، وكانت الروم قد خربت حمص وأعمالها ، وقد ذكر أيضا ، فنزل إليه يارقتاش مولى أبيه ، وهو بحصن برزويه ، وخدمه ، وعمر له مدينة حمص ، فكثر أهلها .

وكان قرغويه قد استناب بحلب مولى له اسمه بكجور ، فقوي بكجور واستفحل أمره ، وقبض على مولاه قرغويه ، وحبسه في قلعة حلب ، وأقام بها نحو ست سنين ، فكتب من بحلب من أصحاب قرغويه إلى أبي المعالي بن سيف الدولة ليقصد حلب ويملكها ، فسار إليها ، وحصرها أربعة أشهر وملكها .

وبقيت القلعة بيد بكجور ، فترددت الرسل بينهما ، فأجاب إلى التسليم على أن يؤمنه في نفسه وأهله وماله ، ويوليه حمص ، وطلب بكجور أن يحضر هذا الأمان والعهد وجوه بني كلاب ، ففعل أبو المعالي ذلك ، وأحضرهم الأمان والعهد ، وسلم قلعة حلب إلى أبي المعالي ، وسار بكجور إلى حمص فوليها لأبي المعالي ، وصرف همته إلى عمارتها ، وحفظ الطرق ، فازدادت عمارتها ، وكثر الخير بها ، ثم انتقل منها إلى ولاية دمشق ، على ما نذكره سنة ست وسبعين وثلاثمائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية