الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
قلت هذا الاختلاف قد ذكره قبل ذلك الإمام أحمد أيضا.

فذكر أبو بكر الأثرم في كتاب العلل قال: «سألت [ ص: 216 ] أحمد عن حديث فيه عبد الرحمن بن عائش الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم «رأيت ربي في أحسن صورة» فقال: يضطرب في إسناده؛ لأن معمرا رواه عن أيوب عن أبي قلابة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه معاذ بن هاشم، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عائش، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه يوسف بن عطية، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

[ ص: 217 ] ورواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه يزيد بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه يحيى بن أبي كثير فقال: عن ابن عائش، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأصل الحديث واحد، وقد اضطربوا فيه». فمن الناس من جعل عن أحمد في تثبيت هذه الأحاديث روايتين، كما يذكر التنازع في ثبوتها عن غيره من العلماء.

قال القاضي أبو يعلى في كتاب إبطال التأويلات لأخبار الصفات: «وظاهر هذا الكلام من أحمد التوقف في طريقه لأجل الاختلاف فيه، ولكن ليس هذا مما يوجب تضعيف الحديث على طريقة الفقهاء».

التالي السابق


الخدمات العلمية