الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        6 - صعود الجبل الزلق

                                                                                                                        7784 - أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم ابن بهدلة ، عن المسيب بن رافع ، عن خرشة بن الحر ، قال : قدمت المدينة ، فجلست إلى أشيخة مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء شيخ يتوكأ على عصا له ، فقال رجل : هذا رجل من أهل الجنة ، فقام خلف سارية ، فصلى ركعتين ، فقمت إليه ، فلما قضى صلاته ، قلت : زعم هؤلاء إنك من أهل الجنة ؟ فقال : الجنة لله يدخلها من يشاء ، وإني رأيت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤيا ، رأيت كأن رجلا أتاني ، فقال : انطلق ، فانطلقت معه ، فسلك بي في منهج عظيم ، فبينما [ ص: 114 ] أنا أمشي ، إذ عرض لي طريق عن شمالي ، فأردت أن أسلكها ، فقال : إنك لست من أهلها ، ثم عرضت لي طريق عن يميني ، فسلكتها ، حتى انتهيت إلى جبل زلق ، فأخذ بيدي ، فدخل بي ، فإذا أنا على ذروته ، وإذا عمود من حديد في أعلاه عروة من ذهب ، فأخذ بيدي ، فزجل بي ، حتى أخذت بالعروة ، فقال : استمسك بالعروة . فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : خيرا ، أما المنهج العظيم فالمحشر ، وأما الطريق التي عرضت عن شمالك ، فطريق أهل النار ، ولست من أهلها ، وأما الطريق التي عرضت عن يمينك فطريق أهل الجنة ، وأما الجبل الزلق فمنزلة الشهداء ، وأما العروة التي استمسكت بها ، فعروة الإسلام ، فاستمسك بها حتى تموت . فأنا أرجو أن أكون من أهلها .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية