الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                                        السنن الكبرى للنسائي

                                                                                                                        النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        8329 - أخبرنا موسى بن حزام ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أسامة بن [ ص: 378 ] زيد ، عن زيد بن حارثة ، قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب ، فذبحنا له شاة ، ثم صنعناها له حتى إذا نضجت جعلناها في سفرتنا ، ثم أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير وهو مردفي في يوم حار من أيام مكة ، حتى إذا كنا بأعلى الوادي لقيه زيد بن عمرو بن نفيل ، فحيا أحدهما الآخر بتحية الجاهلية ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لي أرى قومك قد شنفوا لك ؟ فقال : أما والله ، إن ذلك لبغير نائرة كانت مني إليهم ، ولكني أراهم على ضلالة ، فخرجت أبتغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار يثرب ، فوجدتهم يعبدون الله ، ويشركون به ، قلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فخرجت حتى أقدم على أحبار خيبر ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، خرجت حتى قدمت على أحبار فدك ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، خرجت حتى أقدم على أحبار أيلة ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فقال لي حبر من أحبار الشام : أتسأل [ ص: 379 ] عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلا شيخا بالجزيرة ؟ فخرجت ، فقدمت عليه فأخبرته بالذي خرجت له ، فقال : إن كل من رأيت في ضلال ، إنك تسأل عن دين هو دين الله ودين ملائكته ، وقد خرج في أرضك نبي ، أو هو خارج يدعو إليه ، ارجع فصدقه ، واتبعه ، وآمن بما جاء به ، فلم أحس نبيا بعد ، وأناخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البعير الذي تحته ، ثم قدمنا إليه السفرة التي كان فيها الشواء ، فقال : ما هذا ؟ قلنا : هذه الشاة ذبحناها لنصب كذا وكذا ، فقال : إني لا آكل شيئا ذبح لغير الله ، ثم تفرقنا ، وكان صنمان من نحاس ، يقال لهما : إساف ونائلة ، فطاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطفت معه ، فلما مررت مسحت به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تمسه . وطفنا ، فقلت في نفسي : لأمسنه ، أنظر ما يقول ، فمسحته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تمسه ، ألم تنه ؟ قال : فوالذي أكرمه ، وأنزل عليه الكتاب ما استلم صنما حتى أكرمه الله بالذي أكرمه ، وأنزل عليه الكتاب ، قال : ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يأتي يوم القيامة أمة وحده .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية