الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15755 6946 - (16188) - (4\11) عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين، قال : قلت : يا رسول الله، أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه؟ قال : " كان في عماء ما تحته هواء، وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء " .

التالي السابق


* قوله : "أين كان ربنا؟" : قيل : هو بتقدير : أين كان عرشه؟ قال : ويدل عليه : "ثم خلق عرشه على الماء"; أي : جعل ، وعلى هذا يحمل قوله : "قبل أن يخلق خلقه" : على غير العرش وما يتعلق به ، وحينئذ لا إشكال في الحديث أصلا .

* و"العماء" - بالفتح والمد - : السحاب ، ومن لا يقدر مضافا يقول : ليس المراد من العماء شيئا موجودا غير الله; لأنه حينئذ يكون من قبيل الخلق ، والكلام مفروض قبل أن يخلق الخلق ، بل المراد : ليس معه شيء ، ويدل عليه رواية : "كان في عمى " - بالقصر - مفسر به ، قال الترمذي : قال يزيد : العماء; أي : ليس معه شيء ، وعلى هذا كلمة "في" في قوله : "كان في عماء" : بمعنى "مع"; أي : كان مع عدم شيء آخر ، ويكون حاصل الجواب الإرشاد إلى عدم [ ص: 262 ] المكان ، وإلى أنه لا أين ثمة ، فضلا عن أن يكون هو في مكان .

وقال كثير من العلماء : هذا من حديث الصفات ، فنؤمن به ، ونكل علمه إلى عالمه ، و "ما" في "ما تحته" نافية لا موصولة ، وكذا في "وما فوقه" .

* * *




الخدمات العلمية