الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
16262 [ ص: 467 ] 7186 - (16703) - (4\76) عن ضرار بن الأزور ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : امدد يدك أبايعك على الإسلام ، قال ضرار : ثم قلت :

تركت القداح وعزف القيان والخمر تصلية وابتهالا وكري     المحبر في غمرة وحملي
على المشركين القتالا فيا رب     لا أغبنن سفعتي
فقد بعت مالي وأهلي ابتدالا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما غبنت سفعتك يا ضرار " .


التالي السابق


* قوله : "تركت القداح" : هي السهام التي كانوا يستكشفون بها الغيب .

* "وعزف القيان" : - بفتح العين المهملة وسكون الزاي - ; أي : صوت المغنيات من الجواري .

* "تصلية" : بالنصب على العلية; أي : استغفارا; أي : طلبا للمغفرة .

* "وابتهالا" : أي : تضرعا إليه تعالى ، والمراد : أني فعلت ذلك توبة إلى الله تعالى ، وإنابة إليه .

* "وكري" : - بفتح فتشديد راء - : مصدر كر عليه : إذا عطف ، وهو مصدر مضاف إلى الفاعل .

* "المحبر" : - بالنصب - كالمعظم : اسم فرس ضرار بن الأزور مفعول الكر .

* "في غمرة" : أي : في شدة ، والجار والمجرور خبر لقوله : "كري" .

* وكذا قوله : "على المشركين" : خبر لقوله "حملي" .

* وقوله : "القتالا" : علة لمقدر; أي : أحمل عليهم لأجل القتال .

[ ص: 468 ] * "لا أغبنن" : على بناء المفعول - بنون خفيفة - .

* "سفعتي" : أي : في تغيري مما كنت عليه من الحال والجمال ، واختياري خلاف ذلك .

* "ابتدالا" : أي : لطلب بدل من الله تعالى ، وهو ثوابه .

في "الإصابة" : يقال : إنه كان له ألف بعير برعاتها ، فترك جميع ذلك .

* * *




الخدمات العلمية