الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر فتح يافا

لما خرج العادل من مصر ، وفتح مجد ليابة ، كما ذكرنا ، سار إلى مدينة يافا ، وهي على الساحل ، فحصرها وملكها عنوة ، ونهبها ، وأسر الرجال ، وسبى الحريم ، وجرى على أهلها ما لم يجر على أحد من أهل تلك البلاد .

وكان عندي جارية من أهلها ، وأنا بحلب ، ومعها طفل عمره نحو سنة ، فسقط من يدها فانسلخ وجهه ، فكبت عليه كثيرا ، فسكنتها وأعلمتها أنه ليس بولدها ما يوجب البكاء ، فقالت : ما له أبكي ، إنما أبكي لما جرى علينا . كان لي ستة إخوة هلكوا جميعهم ، وزوج وأختان لا أعلم ما كان منهم . هذا من امرأة واحدة والباقي بالنسبة .

ورأيت بحلب امرأة فرنجية قد جاءت مع سيدها إلى باب ، فطرقه سيدها ، فخرج صاحب البيت فكلمهما ، ثم أخرج امرأة فرنجية ، فحين رأتها الأخرى صاحتا واعتنقتا ، وهما تصرخان وتبكيان ، وسقطتا إلى الأرض ، ثم قعدتا تتحدثان ، وإذا هما أختان ، وكان لهما عدة من الأهل ليس لهما علم بأحد منهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية