الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر قتل الباطنية بواسط

في هذه السنة قتل الباطنية بواسط ; وسبب كونهم بها [ وقتلهم ] أنه ورد إليها رجل يعرف بالزكم محمد بن طالب بن عصية ، وأصله من القاروب من قرى واسط ، وكان باطنيا ملحدا ونزل مجاورا لدور بني الهروي ، وغشيه الناس ، وكثر أتباعه .

وكان ممن يغشاه رجل يعرف بحسن الصابوني ، فاتفق أنه اجتاز بالسويقة ، فكلمه رجل نجار في مذهبهم ، فرد عليه الصابوني ردا غليظا ، فقام إليه النجار وقتله ، وتسامع الناس بذلك ، فوثبوا وقتلوا من وجدوا ممن ينتسب إلى هذا المذهب . وقصدوا دار ابن عصية وقد اجتمع إليه خلق من أصحابه ، وأغلقوا الباب وصعدوا إلى سطحها ومنعوا الناس عنهم ، فصعدوا إليهم من بعض الدور من على السطح ، وتحصن من بقي في الدار بإغلاق الأبواب والممارق فكسروها ، ونزلوا فقتلوا من وجدوا في الدار وأحرقوا ، وقتل ابن عصية ، وفتح الباب وهرب منهم جماعة فقتلوا ، [ ص: 203 ] وبلغ الخبر إلى بغداد ، وانحدر فخر الدين أبو البدر بن أمسينا الواسطي لإصلاح الحال وتسكين الفتنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية