الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر حصر جلال الدين مدينتي آني وقرس .

في هذه السنة في رمضان ، عاد جلال الدين من كرمان كما ذكرناه إلى تفليس ، وسار منها إلى مدينة آني ، وهي للكرج ، وبها إيواني مقدم عساكر الكرج فيمن بقي معه من أعيان الكرج ، [ فحصره وسير طائفة من العسكر إلى مدينة قرس ، وهي للكرج ] أيضا ، وكلاهما من أحصن البلاد وأمنعها ، فنازلهما وحصرهما ، وقاتل من بهما ، ونصب عليهما المجانيق ، وجد في القتال عليهما ، وحفظهما الكرج ، وبالغوا في الحفظ والاحتياط لخوفهم منه أن يفعل بهم ما فعل بأشياعهم من قبل بمدينة تفليس ، وأقام عليهما إلى أن مضى بعض شوال ، ثم ترك العسكر عليهما يحصرونهما وعاد إلى تفليس .

وسار من تفليس مجدا إلى بلاد أبخاز وبقايا الكرج ، فأوقع بمن فيها ، فنهب [ ص: 416 ] وقتل وسبى ، وخرب البلاد وأحرقها ، وغنم عساكره ما فيها ، وعاد منها إلى تفليس .

التالي السابق


الخدمات العلمية