الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولفظها لبيك ) أي أنا مقيم على طاعتك مأخوذ من لب بالمكان لبا وألب به إلبابا إذا أقام به ، وزاد الأزهري : أي إقامة بعد إقامة وإجابة بعد إجابة وهو مثنى مضاف أريد به التكثير سقطت نونه لإضافة ( اللهم ) أصله يا الله حذف حرف النداء وعوض عنه الميم ( لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ) أراد بنفي الشريك مخالفة المشركين فإنهم يقولون لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك ( إن الحمد ) بكسر الهمزة على الاستئناف وهو كما قال المصنف أصح وأشهر ، ويجوز فتحها على التعليل : أي لأن [ ص: 274 ] الحمد ( والنعمة لك ) بنصب النعمة في الأشهر ، ويجوز رفعها على الابتداء وحينئذ فخبر إن محذوف ولذا قال ابن الأنباري وإن شئت جعلت خبر إن محذوفا : أي إن الحمد لك والنعمة مستقرة لك ( والملك لا شريك لك ) للاتباع ، ويسن أن لا يزيد على هذه الكلمات ولا ينقص عنها فإن زاد لم يكره ، فقد كان ابن عمر رضي الله عنهما يزيد كما في مسلم لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل ، وتسن وقفة لطيفة على والملك ، ثم يبتدئ بلا شريك لك وأن يكرر التلبية جميعها ثلاثا ( وإذا رأى ما يعجبه ) أو يكرهه وتركه المصنف اكتفاء بذكر مقابله كما في { سرابيل تقيكم الحر } أي والبرد ( قال ) ندبا ( لبيك إن العيش ) أي الحياة المطلوبة الدائمة الهنية ( عيش ) أي حياة الدار ( الآخرة ) فقد قاله عليه الصلاة والسلام حين وقف بعرفات ورأى جمع المسلمين ، وقاله في أشد أحواله في حفر الخندق رواه الشافعي فيهما .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله في حفر الخندق ) ظاهره كشرح المنهج أنه قال لبيك إن العيش إلخ ، وعبارة الزيادي : قوله لبيك إلخ ، ويظهر تقييد الإتيان بلبيك بالمحرم فغيره يقول : اللهم إن العيش إلخ كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الخندق حج ا هـ




                                                                                                                            الخدمات العلمية