الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5161 (وقال الأعمش عن زيد: استعصى على رجل من آل عبد الله حمار فأمرهم أن يضربوه حيث تيسر دعوا ما سقط منه وكلوه)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  الأعمش سليمان، وزيد هو ابن وهب، وعبد الله هو ابن مسعود، وهذا التعليق وصله أبو بكر بن أبي شيبة، عن عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: سئل ابن مسعود عن رجل ضرب رجل حمار وحشي فقطعها فقال: دعوا ما سقط وذكوا ما بقي وكلوه، وحكاه ابن أبي شيبة أيضا عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه من حديث الحارث عنه، وحكاه ابن المنذر عن ابن عباس وقتادة وعطاء: "لا تأكل العضو وذك الصيد وكله"، وقال عكرمة: "إن عدا حيا بعد سقوط العضو منه فلا تأكل العضو وذك الصيد وكله، وإن مات حين ضرب فكله كله" وبه قال قتادة وأبو ثور والشافعي، كذلك قال: "إذا كان لا يعيش بعد ضربه ساعة أو مدة أكثر منها" وفي (التمهيد) عن مالك: إن قطع عضوه لا يؤكل العضو وأكل الباقي، وقال الشافعي: إن قطع قطعتين أكله وإن كانت إحداهما أقل من الأخرى إذا مات من تلك الضربة، وقال أبو حنيفة والثوري: إذا قطعه نصفين أكلا جميعا، وإن قطع الثلث فإن كان مما يلي الرأس أكله جميعه وإن كان من الذي يلي العجز أكل الثلثين مما يلي الرأس ولا يأكل الثلث الذي يلي العجز.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية