الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5466 وقال لي مسدد: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي قال: رأيت على أنس برنسا أصفر من خز.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 306 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 306 ] مسدد هو شيخ البخاري، كأنه أخذ هذا عنه مذاكرة، ولكنه موصول لقوله: "قال لي" ولم يقع في رواية النسفي لفظ "لي" فيكون معلقا، ووصله ابن أبي شيبة: حدثنا إسماعيل بن علية، عن يحيى بن أبي إسحاق قال: "رأيت على أنس بن مالك برنس خز".

                                                                                                                                                                                  ومعتمر الذي هو أخ الحاج يروي عن أبيه سليمان التيمي.

                                                                                                                                                                                  قوله: "برنسا" ذكر عبد الله بن أبي بكر: ما كان أحد من القراء إلا له برنس يغدو فيه وخميصة يروح فيها، وسئل مالك عن لبسها أتكرهها؟ فإنه يشبه لباس النصارى، قال: لا بأس بها، وقد كانوا يلبسونها هنا.

                                                                                                                                                                                  قوله: "من خز" بفتح الخاء المعجمة وتشديد الزاي وهو ما غلظ من الديباج، وأصله من وبر الأرنب، ويقال: لذكر الأرنب خذر بوزن عمر، وقال الكرماني: الخز هو المنسوج من الإبريسم والصوف، وفي التوضيح: هو حرير يخلط بوبر وشبهه، وقال ابن العربي: هو ما أحد نوعيه السدى أو اللحمة حرير والآخر سواه، فقد لبسه جماعة من السلف، وكرهه آخرون، فممن لبسه الصديق وابن عباس وأبو قتادة وابن أبي أوفى وسعد بن أبي وقاص وجابر وأنس وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وابن الزبير وعائشة - رضي الله تعالى عنهم - ومن التابعين ابن أبي ليلى وشريح والشعبي وعروة وأبو بكر بن عبد الرحمن وعمر بن عبد العزيز أيام إمارته، وزاد ابن أبي شيبة في مصنفه القاسم بن محمد وعبيد الله بن عبد الله والحسين بن علي وقيس بن أبي حازم وشبيل بن عزرة وأبا عبيد بن عبد الله ومحمد بن علي بن حسين وعلي بن حسين وسعيد بن المسيب وعلي بن زيد وابن عون، وعن خيثمة أن ثلاثة عشر من أصحاب محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم - كانوا يلبسون الخز، وقال ابن بطال: روي عن مالك أنه قال: لا يعجبني لبس الخز ولا أحرمه، وقال الأبهري: إنما كرهه لأجل السرف ولم يحرمه من أجل من لبسه، وقد كرهه ابن عمر وسالم والحسن ومحمد وابن جبير، وعند أبي داود من حديث عبد الله بن سعيد، عن أبيه قال: رأيت رجلا ببخارى على بغلة عليه عمامة خز سوداء، فقال: كسانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال النسائي: قال بعضهم: قيل: إن هذا الرجل عبد الله بن حازم السلمي أمير خراسان، ولما ذكره البخاري في تاريخه قال: ما أرى أنه أدرك سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: ذكره الذهبي في تجريد الصحابة وقال: عبد الله بن حازم بن أسماء بن الصلت، أبو صالح السلمي، أمير خراسان، بطل مشهور، قيل: له صحبة، وتمت له حروب كثيرة أوردناها في التاريخ الكامل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية