الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17350 ( أخبرنا ) أبو الحسن : علي بن محمد المقري ، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، ثنا مهدي بن ميمون ، ثنا سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي فراس ، قال : شهدت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يخطب الناس ، فقال : يا أيها الناس ، إنه قد أتى علي زمان وأنا أرى أن من قرأ القرآن يريد به الله وما عنده ، فيخيل إلي بأخرة أن قوما قرءوه يريدون به الناس ويريدون به الدنيا ، ألا فأريدوا الله بقراءتكم ، ألا فأريدوا الله بأعمالكم ، ألا إنما كنا نعرفكم إذ يتنزل الوحي وإذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا وإذ نبأنا الله من أخباركم ، فقد انقطع الوحي وذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنما نعرفكم بما أقول لكم ، ألا من رأينا منه خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه ، ومن رأينا منه شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه ، سرائركم بينكم وبين ربكم ، ألا إنما أبعث عمالي ؛ ليعلموكم دينكم وليعلموكم سنتكم ، ولا أبعثهم ليضربوا ظهوركم ولا ليأخذوا أموالكم ، ألا فمن رابه شيء من ذلك فليرفعه إلي ؛ فوالذي نفس عمر بيده لأقصن منه . فقام عمرو بن العاص ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن بعثت عاملا من عمالك فأدب رجلا من أهل رعيته فضربه إنك لمقصه منه ؟ قال : نعم . والذي نفس عمر بيده لأقصن منه ، وقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه . ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ، ولا تجمروهم فتفتنوهم ، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية