الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17474 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو جعفر البغدادي ، ثنا أبو علاثة ، ثنا أبي ، ثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، قال : وأقبل ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : هب لي الزبير اليهودي أجريه ؛ فقد كانت له عندي يوم بعاث فأعطاه إياه ، فأقبل ثابت حتى أتاه ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، هل تعرفني ؟ فقال : نعم . وهل ينكر الرجل أخاه ؟ قال ثابت : أردت أن أجزيك اليوم بيد لك عندي يوم بعاث ، قال : فافعل ؛ فإن الكريم يجزي الكريم ، قال : قد فعلت قد سألتك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوهبك لي فأطلق عنه إساره ، فقال الزبير : ليس لي قائد وقد أخذتم امرأتي وبني . فرجع ثابت إلى الزبير ، فقال : رد إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأتك وبنيك . فقال الزبير : حائط لي فيه أعذق ليس لي ولا لأهلي عيش إلا به . فرجع ثابت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوهبه له فرجع ثابت إلى الزبير ، فقال : قد رد إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهلك ومالك فأسلم تسلم ، قال : ما فعل الجليسان ؟ وذكر رجال قومه ، قال ثابت : قد قتلوا وفرغ منهم ولعل الله - تبارك وتعالى - أن يكون أبقاك لخير . قال الزبير : أسألك بالله يا ثابت وبيدي الخضيم عندك يوم بعاث إلا ألحقتني بهم فليس في العيش خير بعدهم . فذكر ذلك ثابت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بالزبير فقتل . وذكره أيضا محمد بن إسحاق بن يسار ، عن الزهري ، وذكر أنه الزبير بن باطا القرظي ، وذكره أيضا موسى بن عقبة ، وذكر أنه كان يومئذ كبيرا أعمى .

                                                                                                                                                [ ص: 67 ]

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية