الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17369 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا إبراهيم بن مرزوق ، ثنا أبو عبد الرحمن المقري ، عن حيوة بن شريح ، أنبأ يزيد بن أبي حبيب ، حدثني أسلم أبو عمران ، قال : كنا بالقسطنطينة وعلى أهل مصر عقبة بن عامر ، وعلى أهل الشأم رجل - يريد فضالة بن عبيد - فخرج من المدينة صف عظيم من الروم ، فصففنا لهم ، فحمل رجل من المسلمين على الروم حتى دخل فيهم ، ثم خرج علينا فصاح الناس إليه فقالوا : سبحان الله ألقى بيده إلى التهلكة ، فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا أيها الناس ؛ إنكم لتأولون هذه الآية على هذا التأويل ؛إنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار : إنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه فقلنا فيما بيننا بعضنا لبعض سرا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إن أموالنا قد ضاعت فلو أقمنا فيها قد أصلحنا ما ضاع منها ، فأنزل الله - عز وجل - يرد علينا ما هممنا به ، فقال : ( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فكانت التهلكة في الإقامة التي أردنا أن نقيم في أموالنا نصلحها ، فأمرنا بالغزو فما زال أبو أيوب - رضي الله عنه - غازيا في سبيل الله حتى قبضه الله - عز وجل .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية