الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17419 ( أخبرنا ) أبو عمرو : محمد بن عبد الله الأديب ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني أبو عبد الله الصوفي ، ثنا يحيى بن أيوب ، ( ح قال وأخبرني ) الحسن بن سفيان وهذا حديثه ، ثنا قتيبة ، قالا : ثنا إسماعيل بن جعفر ، عن ربيعة ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن ابن محيريز : أنه قال : دخلت أنا ، وأبو صرمة على أبي سعيد - رضي الله عنه - فسأله أبو صرمة ، فقال : يا أبا سعيد ، هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر العزل ؟ قال : نعم . غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة المصطلق ، فسبينا كرائم العرب ، وطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء ، فأردنا أن نستمتع ونعزل فقلنا : نفعل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا فلا نسأله ، فسألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " لا عليكم أن لا تفعلوا ، ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون " . رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة . ورواه مسلم عن يحيى بن أيوب وقتيبة .

                                                                                                                                                وفي هذا دلالة على أنه قسم بينهم غنائمهم قبل الرجوع إلى المدينة كما قال الأوزاعي والشافعي ، قال أبو يوسف : افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلاد بني المصطلق ، وظهر عليهم فصارت بلادهم دار الإسلام ، وبعث الوليد بن عقبة يأخذ صدقاتهم . ( قال الشافعي ) مجيبا له عن ذلك أغار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم وهم غارون في نعمهم ، فقتلهم وسباهم وقسم أموالهم وسبيهم في دارهم سنة خمس ، وإنما أسلموا بعدها بزمان ، وإنما بعث إليهم الوليد بن عقبة مصدقا سنة عشر ، وقد رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم ودارهم دار حرب ، قال الشيخ : أما قوله : أن ذلك كان سنة خمس فكذلك قاله عروة وابن شهاب .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية