الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17514 ( أخبرنا ) أبو بكر : أحمد بن الحسن ، ثنا أبو العباس ، ثنا أحمد ، ثنا يونس ، عن ابن إسحاق ، حدثني عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحنين ، فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم ، أدركه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا ، فقالوا يا رسول الله ، لنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك ؛ فامنن علينا من الله عليك ، وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال : يا رسول الله ، إنما في الحظائر من السبايا : خالاتك ، وعماتك ، وحواضنك اللاتي كن يكفلنك ، وذكر كلاما وأبياتا ، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم ؟ " فقالوا : يا رسول الله ، خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا ؛ أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، وإذا أنا صليت بالناس فقوموا وقولوا : إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله في أبنائنا ونسائنا . سأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم " . فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس الظهر قاموا فقالوا : ما أمرهم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم " . وقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم . وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم . فقال الأقرع بن حابس : أما أنا وبنو تميم فلا . فقال العباس بن مرداس السلمي : أما أنا وبنو سليم فلا . فقالت بنو سليم : بل ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم . وقال عيينة بن بدر : أما أنا وبنو فزارة فلا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " من أمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ستة فرائض من أول فيء نصيبه ، فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم " . وحديث المسور بن مخرمة في سبي هوازن قد مضى .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية