الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17581 ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ أبو عامر العقدي ، ثنا عكرمة بن عمار اليمامي ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه - فذكر الحديث في الحديبية ورجوعهم إلى المدينة ، قال : فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظهرا مع رباح غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : وخرجت معه بفرس طلحة أبديه مع الظهر ، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن بن عيينة قد أغار على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستاقه أجمع ، وقتل راعيه فقلت : يا رباح خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله ، وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المشركين قد أغاروا على سرحه ، قال : ثم قمت على ثنية فاستقبلت المدينة ، فناديت ثلاثة أصوات يا صباحاه ، قال : ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز : أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع قال : فأرمي رجلا فأضع السهم حتى يقع في كتفه وقلت : خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع .

                                                                                                                                                قال : فوالله ما زلت أرميهم ، وأعقر بهم ، فإذا رجع إلي فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها ، فرميته فعقرت به ، فإذا تضايق الجبل فدخلوا في متضايق رقيت الجبل ، ثم جعلت أرديهم بالحجارة ، قال : فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله بعيرا من ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا جعلته وراء ظهري ، وخلوا بيني وبينه . وذكر الحديث إلى أن قال : فما برحت مكاني حتى نظرت إلى فوارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخللون الشجر ، وإذا أولهم الأخرم الأسدي ، وعلى إثره أبو قتادة الأنصاري ، وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي ، فأخذت بعنان فرس الأخرم ، قلت يا أخرم ، إن القوم قليل فاحذرهم لا يقتطعونك حتى يلحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، فقال : يا سلمة ، إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة ، فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن بن عيينة ، فعقر الأخرم بعبد الرحمن فرسه ، وطعنه عبد الرحمن فقتله ، وتحول عبد الرحمن على فرسه فلحق أبو قتادة عبد الرحمن فطعنه فقتله ، وعقر به عبد الرحمن ، فتحول أبو قتادة على فرس الأخرم وخرجوا هاربين - وذكر الحديث . رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية