الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17621 ( أخبرنا ) أبو زكريا بن أبي إسحاق ، ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، أنبأ الربيع بن سليمان ، أنبأ الشافعي ، أنبأ الثقفي ، عن حميد ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر - رضي الله عنه - فقدمت به على عمر - رضي الله عنه - فلما انتهينا إليه قال له عمر - رضي الله عنه : تكلم ، قال : كلام حي أو كلام ميت ؟ قال : تكلم . لا بأس ، قال : إنا وإياكم معاشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم كنا نتعبدكم ونقتلكم ونغصبكم ، فلما كان الله معكم لم يكن لنا يدان . فقال عمر - رضي الله عنه : ما تقول ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، تركت بعدي عدوا كثيرا ، وشوكة شديدة ، فإن قتلته يأيس القوم من الحياة ويكون أشد لشوكتهم ، فقال عمر - رضي الله عنه : أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور ؟ فلما خشيت أن يقتله قلت : ليس إلى قتله سبيل ؛ قد قلت له تكلم لا بأس . فقال عمر - رضي الله عنه : ارتشيت وأصبت منه ، فقال : والله ما ارتشيت ولا أصبت منه ، قال : لتأتيني على ما شهدت به بغيرك أو لأبدأن بعقوبتك ، قال : فخرجت فلقيت الزبير بن العوام - رضي الله عنه - فشهد معي ، وأمسك عمر - رضي الله عنه - وأسلم - يعني الهرمزان - وفرض له .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية