الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17859 ( وروي ) عن أبي العاص بن الربيع فيه قصة شبيهة بهذه ، إلا أنها بإسناد مرسل ( أخبرناه ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : خرج أبو العاص بن الربيع تاجرا إلى الشام ، وكان رجلا مأمونا ، وكانت معه بضائع لقريش ، فأقبل قافلا فلقيه سرية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستاقوا عيره وأفلت ، وقدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما أصابوا فقسمه بينهم ، وأتى أبو العاص حتى دخل على زينب - رضي الله عنها - فاستجار بها وسألها أن تطلب له من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رد ماله عليه ، وما كان معه من أموال الناس ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السرية ، فسألهم فردوا عليه ، ثم خرج حتى قدم مكة ، فأدى على الناس ما كان معه من بضائعهم حتى إذا فرغ قال : يا معشر قريش : هل بقي لأحد منكم معي مال لم أرده عليه ؟ قالوا : لا ، فجزاك الله خيرا ؛ قد وجدناك وفيا كريما . فقال : أما والله ما منعني أن أسلم قبل أن أقدم عليكم إلا تخوفا أن تظنوا أني إنما أسلمت لأذهب بأموالكم ، فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله .

                                                                                                                                                ( قال الشافعي ) في المسلم إذا أسر ولم يؤمنوه ، ولم يأخذوا عليه أنهم آمنون منه ، فله أخذ ما قدر عليه من أموالهم ، وإفساده ، والهرب منهم . ( قال الشيخ ) : قد روينا حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - في المرأة المسلمة التي أخذت الناقة ، وهربت عليها .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية