الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17986 فأما من يبتغي الأجر ، ويرجو أن يصيب غنيمة ( فقد أخبرنا ) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الإيادي قال : نزل بي عبد الله بن حوالة صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد بلغنا أنه فرض له في المائتين فأبى إلا مائة - قال : قلت له : أحق ما بلغنا أنه فرض لك في مائتين فأبيت إلا مائة ؟ والله ما منعه - وهو نازل علي - أن يقول : لا أم لك ، أولا يكفي ابن حوالة مائة كل عام . ثم أنشأ يحدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثنا على أقدامنا حول المدينة لنغنم فقدمنا ، ولم نغنم شيئا ، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بنا من الجهد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ، ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ، أو يستأثروا عليهم ، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ، ولكن توحد بأرزاقهم " . ثم قال : " لتفتحن لكم الشام ، ثم لتقتسمن كنوز فارس ، والروم ، وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا حتى إن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها " . ثم وضع يده على رأسي ، فقال : " يا ابن حوالة ، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل ، والبلابل ، والأمور العظام ، والساعة أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك " .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية