الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              197 [ 107 ] ومن حديث عبد الله بن مسعود ; قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من حلف على يمين صبر ، يقتطع بها مال امرئ مسلم ، هو فيها فاجر ، لقي الله وهو عليه غضبان ، فنزلت : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا [ آل عمران : 77 ] ، إلى آخر الآية .

                                                                                              وفي أخرى : فقال : شاهداك أو يمينه .

                                                                                              وفي أخرى : أن الكندي هو : امرؤ القيس بن عابس ، وخصمه : ربيعة بن عبدان ، ويقال : ابن عبدان .

                                                                                              رواه أحمد ( 1 \ 426 ) ، والبخاري ( 6676 ) ، ومسلم ( 138 ) ، وأبو داود ( 3243 ) ، والترمذي ( 2999 ) ، وابن ماجه ( 2323 ) .

                                                                                              [ ص: 351 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 351 ] و (قوله : " فنزلت : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا [ آل عمران : 77 ] عهد الله : هو ميثاقه ، وهو إيجابه على المكلفين أن يقوموا بالحق ، ويعملوا بالعدل . والأيمان : جمع يمين ، وهو الحلف بالله تعالى . ويشترون : يعتاضون ; فكأنهم يعطون ما أوجب الله عليهم من رعاية العهود والأيمان في شيء قليل حقير من عرض الدنيا . والخلاق : الحظ والنصيب . ولا يكلمهم ، أي : بما يسرهم ; إذ لا يكلمهم إعراضا عنهم واحتقارا لهم . ولا ينظر إليهم نظر رحمة ولا يزكيهم ، أي : لا يثني عليهم كما يثني على من تزكى ، وقيل : لا يطهرهم من الذنوب . والأليم : الموجع الشديد الألم . وقد تقدم القول على يمين صبر .

                                                                                              و (قوله : " إن الكندي هو : امرؤ القيس بن عابس ، وخصمه : ربيعة بن عبدان ") عابس : بالباء بواحدة من تحتها بالسين المهملة . وعبدان : بكسر العين المهملة وباء بواحدة ، هي رواية زهير . وقال أحمد بن حنبل : عيدان بفتح العين المهملة وياء باثنتين من تحتها ، وهو الصواب عند النقاد ; كالدارقطني ، وابن ماكولا ، وأبي علي الغساني .




                                                                                              الخدمات العلمية