الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              466 [ 240 ] وعن أبي سعيد الخدري ; قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا أتى أحدكم أهله ، ثم أراد أن يعاود ، فليتوضأ بينهما وضوءا .

                                                                                              رواه مسلم ( 308 ) ، وأبو داود ( 220 ) ، والترمذي ( 141 ) ، والنسائي ( 1 \ 142 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " إذا أتى أحدكم أهله ، ثم أراد أن يعاود فليتوضأ بينهما وضوءا ") ذهب بعض أهل الظاهر إلى أن هذا الوضوء - هنا - هو الوضوء العرفي ، وأنه [ ص: 567 ] واجب ، واستحبه أحمد وغيره . وذهب الفقهاء وأكثر أهل العلم إلى أنه غسل الفرج فقط ، مبالغة في النظافة واجتنابا لاستدخال النجاسة . ويستدل على ذلك بأمرين :

                                                                                              أحدهما : أنه قد روى هذا الحديث ليث بن أبي سليم من حديث عمر ، وقال فيه : " فليغسل فرجه " مكان : " فليتوضأ بينهما وضوءا " .

                                                                                              وثانيهما : أن الوطء ليس من قبيل ما شرع له الوضوء ، فإن أصل مشروعيته للقرب والعبادات ، والوطء ينافيه ، فإنه للملاذ والشهوات ، وهو من جنس المباحات ، ولو كان ذلك مشروعا لأجل الوطء لشرع في الوطء المبتدأ ، فإنه من نوع المعاد ، وإنما ذلك لما يتلطخ به الذكر من نجاسة ماء الفرج والمني ، فإنه مما يكره ويستثقل عادة وشرعا ، والله أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية