الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة جزء
155 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أبنا أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني ، أبنا محمد بن أحمد بن البراء ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن عبد الله بن جعفر المديني يقول : لم يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد له أصحاب يقومون بقوله في الفقه إلا ثلاثة : عبد الله بن مسعود ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم ، فإن لكل رجل منهم أصحابا يقومون بقوله ، ويفتون الناس ، فكان أصحاب عبد الله ، الذين يقرئون الناس بقراءته ، ويفتونهم بقوله ، ويذهبون مذهبه : علقمة بن قيس ، والأسود بن يزيد ، ومسروق بن الأجدع ، وعبيدة السلماني ، وعمرو بن شرحبيل ، والحارث بن قيس ، ستة هؤلاء عدهم إبراهيم النخعي .

قال : وكان أعلم أهل الكوفة بأصحاب عبد الله ومذهبهم : إبراهيم ، والشعبي ، إلا أن الشعبي كان يذهب مذهب مسروق ، يأخذ عن علي رضي الله عنه ، وعن أهل المدينة وكان أبو إسحاق ، وسليمان الأعمش ، أعلم أهل الكوفة بمذهب عبد الله بعد هذين ، وكان سفيان بن سعيد الثوري أعلم الناس بحديثهم ، وطريقتهم بعد هذين [ ص: 165 ] .

قال علي : وكان أصحاب زيد بن ثابت الذين يذهبون مذهبه في الفقه ويقومون بقوله هؤلاء الاثني عشر : كان منهم من لقيه ، ومنهم من لم يلقه ، كان ممن لقيه من هؤلاء الاثني عشر : قبيصة بن ذؤيب ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وأبان بن عثمان ، وسليمان بن يسار ، وكان ممن يقول بقوله ممن لا يثبت له لقاؤه مثل هؤلاء الأربعة : سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، وعبد الملك بن مروان ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وسالم ، والقاسم .

قال : وكان أعلم أهل المدينة بهؤلاء الاثني عشر ومذهبهم : ابن شهاب ، ويحيى بن سعيد ، وأبو الزناد ، وأبو بكر بن حزم ، ثم كان بعد هؤلاء : مالك بن أنس .

قال علي : وكما أن أصحاب ابن عباس ستة الذين يقومون بقوله ، ويفتون به ، ويذهبون مذهبه : سعيد بن جبير ، وجابر بن زيد ، وطاوس ، ومجاهد ، وعطاء ، وعكرمة .

ورواه علي عن يحيى بن سعيد القطان .

قال علي : وكان أعلم الناس بهؤلاء وطريقتهم : عمرو بن دينار ، وكان أعلم الناس بهم بعده ابن جريج وسفيان بن عيينة .

التالي السابق


الخدمات العلمية