الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة جزء
285 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس ، أبنا الربيع قال : قال الشافعي رضي الله عنه : كانت المسائل فيما لم ينزل ، إذ كان الوحي ينزل مكروهة لما ذكرت عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره مما في معناه .

ومعنى كراهية ذلك أن يسألوا عما لم يحرم ، فإن حرمه الله تعالى في كتابه ، أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم حرم أبدا ، إلا أن ينسخ الله عز وجل تحريمه في كتابه ، أو ينسخ على لسان رسوله بسنة .

286 - قال الإمام أبو بكر البيهقي رحمه الله : وقد كره بعض السلف للعوام المسألة عما لم يكن ، ولم ينص به كتاب ولا سنة ، ولا إجماع ، ولا أثر ليعملوا عليه إذا وقع ، وكرهوا للمسؤل الاجتهاد فيه قبل أن يقع لأن الاجتهاد إنما أبيح للضرورة ، ولا ضرورة قبل الواقعة . فينظر اجتهادهم عند الواقعة ، فلا يغنيهم ما مضى من الاجتهاد .

287 - واحتج بعضهم في ذلك بما روى الزهري عن علي بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .

288 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أبنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، ثنا أحمد بن يوسف السلمي ، ثنا أبو نعيم ، ثنا مالك ، عن الزهري ، عن علي بن حسين [ ص: 224 ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .

289 - هذا مرسل ، وقد روي موصولا .

290 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطوسي ، وأبو القاسم علي بن الحسن الطهماني ، وأبو بكر الرجائي في آخرين قالوا :

291 - أبنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن الوليد البيروتي ، أبنا أبي ، أبنا الأوزاعي ، أخبرني قرة بن عبد الرحمن ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن [ ص: 225 ] أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " . / 50

التالي السابق


الخدمات العلمية