الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة جزء
854 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القارئ وأبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ، قالا : ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه جبير عن أبي الدرداء أنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ، ثم قال : " هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء " قال فقال زياد بن لبيد الأنصاري : يا رسول الله ! وكيف يختلس منا ، وقد قرأنا القرآن ؟ ! فوالله لنقرأنه ولتقرأنه نساؤنا وأبناؤنا ! فقال : " ثكلتك أمك يا زياد ، إني كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة ، هذا التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم ؟ " قال جبير : فلقيت عبادة بن الصامت فقلت له : ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء ، فأخبرته بالذي قال ، قال : صدق أبو الدرداء ، إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس ، الخشوع ، يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا .

[ ص: 453 ] 855 - ورويناه من حديث سالم بن أبي الجعد عن ابن لبيد الأنصاري رضي الله عنه .

856 - ويحتمل أن يكون المراد بقوله : هذا أوان يذهب العلم ويختلس العلم " تقريب الوقت كما قال ابن مسعود : كل ما هو آت قريب ، ويحتمل أن يكون المراد به : اختلاس الانتفاع بالعلم ، وإن كانوا له حافظين كما اختلس من اليهود والنصارى ، قال الله عز وجل : فنبذوه وراء ظهورهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية