الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة جزء
565 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المعادي ، أبنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سيار بن حاتم ، ثنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل يعافي الأميين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء " .

قال عبد الله ، قال أبي : هو حديث منكر ، ما حدثني به إلا مرة [ ص: 343 ] .

566 - قال الإمام أبو بكر البيهقي رضي الله عنه : إن صح هذا الخبر فالأمر فيه كما ورد به الخبر ، وإن لم يصح فالعالم الفاجر ، والأمي الفاجر استويا في كسب الفجور ، وانفرد العالم بفضل علمه . هذا فيما اكتسبه الأمي من الفجور وهو يعلم تحريمه ، فأما ما اكتسبه جاهلا بتحريمه فقد كان يجب عليه تعلمه فيما كان ظاهرا من العلم العام ، فإن لم يتعلم حتى باشر الفجور جهلا منه بتحريمه ، فعليه وزر ترك التعلم ، وإن لم يتمكن من تعلمه لضيق الوقت ، أو لعدم من يعلمه ، أو كان ذلك من العلم الخاص الذي لم تكلفه العامة ، ولم يقع في قلبه وجوب المسألة عنه عند مباشرته ، فلا وزر عليه إن شاء الله ، والوزر على من باشره عالما بتحريمه ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية