الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة جزء
562 - أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن يعقوب الأيادي المالكي ، ثنا أبو بكر الشافعي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا صالح يعني ابن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن عبد الملك بن حميد ، ابن أبي غنية ، ثنا زمعة بن صالح قال : قال الزهري لسليمان أو هشام : ألا تسأل أبا حازم ، ما قال في العلماء ؟ قال يا أبا حازم ! ما قلت في العلماء ؟ قال : " وما عسيت أن أقول في العلماء إلا خيرا ، إني أدركت العلماء وقد استغنوا بعلمهم عن أهل الدنيا ، ولم يستغن أهل الدنيا بدنياهم عن علمهم ، فلما رأى ذلك هذا وأصحابه تعلموا العلم ، فلم يستغنوا به ، واستغنى أهل الدنيا بدنياهم عن علمهم ، فلما رأوا ذلك قذفوا بعلمهم إلى أهل [ ص: 342 ] الدنيا ، ولم ينلهم أهل الدنيا من دنياهم شيئا ، إن هذا وأصحابه ليسوا علماء ، إنهم هم رواة .

- قال الزهري : إنه لجاري منذ حين ، وما علمت أن هذا عنده قال : صدق ، أما أني لو كنت غنيا عرفني قال : فقال له سليمان : ما المخرج مما نحن فيه ؟ قال : تمضي ما في يديك بما أمرت به ، وتكف عما نهيت عنه ، قال : سبحان الله ، ومن يطيق هذا ؟ قال : من طلب الجنة ، وفر من النار ، وهذا فيما تطلب وتفر منه بقليل .

التالي السابق


الخدمات العلمية