الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
451 - ( 22 ) - حديث : { رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا [ ص: 510 ] عليه }قال النووي في الطلاق من الروضة في تعليق الطلاق : حديث حسن . وكذا قال في أواخر الأربعين له انتهى رواه ابن ماجه وابن حبان والدارقطني ، والطبراني ، والبيهقي ، والحاكم في المستدرك من حديث الأوزاعي واختلف عليه فقيل : عنه عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس بلفظ : { إن الله وضع } وللحاكم والدارقطني والطبراني { : تجاوز }وهذه رواية بشر بن بكر ، ورواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي فلم يذكر عبيد بن عمير قال البيهقي : جوده بشر بن بكر . وقال الطبراني في الأوسط : لم يروه عن الأوزاعي يعني مجودا إلا بشر ، تفرد به الربيع بن سليمان ، والوليد فيه إسنادان آخران ، روى محمد بن المصفى عنه عن مالك ، عن نافع عن ابن عمر ، وعن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن عقبة بن عامر ، قال ابن أبي حاتم في العلل : سألت أبي عنها فقال : هذه أحاديث منكرة كأنها موضوعة .

وقال في موضع آخر منه : لم يسمعه الأوزاعي من عطاء ، إنما سمعه من رجل لم يسمه ، أتوهم أنه عبد الله بن عامر الأسلمي ، أو إسماعيل بن مسلم ، قال : ولا يصح هذا الحديث ، ولا يثبت إسناده . وقال عبد الله بن أحمد في العلل : سألت أبي عنه فأنكره جدا ، وقال : ليس يروى هذا إلا عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . ونقل الخلال عن أحمد قال : من زعم أن الخطأ والنسيان مرفوع فقد خالف كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن الله أوجب في قتل النفس الخطأ الكفارة - يعني من زعم ارتفاعهما على العموم في خطاب الوضع والتكليف - . قال محمد بن نصر في كتاب الاختلاف في باب طلاق المكره : يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { رفع الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان ، وما [ ص: 511 ] أكرهوا عليه }إلا أنه ليس له إسناد يحتج بمثله ، ورواه العقيلي في تاريخه من حديث الوليد عن مالك به ، ورواه البيهقي وقال : قال الحاكم : هو صحيح غريب ، تفرد به الوليد عن مالك ، وقال البيهقي في موضع آخر : ليس بمحفوظ عن مالك ، ورواه الخطيب في كتاب الرواة عن مالك ، في ترجمة سوادة بن إبراهيم عنه ، وقال : سوادة مجهول ، والخبر منكر عن مالك ورواه ابن ماجه من حديث أبي ذر .

وفيه شهر بن حوشب ، وفي الإسناد انقطاع أيضا . ورواه الطبراني من حديث أبي الدرداء ، ومن حديث ثوبان وفي إسنادهما ضعف ، وأصل الباب حديث أبي هريرة في الصحيح من طريق زرارة بن أوفى عنه بلفظ : { إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ، ما لم تعمل به أو تكلم به }ورواه ابن ماجه ولفظه { عما توسوس به صدورها }بدل { ما حدثت به أنفسها }وزاد في آخره { وما استكرهوا عليه }والزيادة هذه أظنها مدرجة كأنها دخلت على هشام بن عمار من حديث في حديث ، والله أعلم .

( تنبيه ) : تكرر هذا الحديث في كتب الفقهاء والأصوليين بلفظ : { رفع عن أمتي }ولم نره بها في الأحاديث المتقدمة عند جميع من أخرجه ، نعم رواه ابن عدي في الكامل من طريق جعفر بن جسر بن فرقد عن أبيه ، عن الحسن عن أبي بكرة رفعه : { رفع الله عن هذه الأمة ثلاثا : الخطأ والنسيان ، والأمر يكرهون عليه } وجعفر وأبوه ضعيفان ، كذا قال المصنف .

وقد ذكرناه عن محمد بن نصر بلفظه ، ووجدته في فوائد أبي القاسم الفضل بن جعفر التميمي المعروف بأخي عاصم . [ ص: 512 ] حدثنا الحسين بن محمد ثنا محمد بن مصفى ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن عطاء ، عن ابن عباس بهذا ولكن رواه ابن ماجه عن محمد بن مصفى بلفظ { إن الله وضع }.

التالي السابق


الخدمات العلمية