الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

دور المرأة في خدمة الحديث (في القرون الثلاثة الأولى)

آمال قرداش بنت الحسين

النتائج المتوصل إليها

وتم التوصل إلى النتائج التالية

1- أن الصحابة لم يكونوا أسوة في الإيمان والجهاد والصبر والزهد... وغيرها من المكارم فحسب، بل كانوا أسوة كذلك في حب العلم والإقبال عليه، ويصدق هـذا على الصحابيات من خلال تتبع نشاطهن العلمي الذي كان جزءا لا يتجزأ من حياتهن اليومية.

2- كان محور رواية النساء وبداية تأسيسها قائما على جهود أمهات المؤمنين عموما.

3- كان دور أم المؤمنين عائشة في خدمة الحديث عظيما من خلال الجهود التي قدمتها في هـذا الميدان، سواء من حيث عدد الأحاديث التي روتها أو موضوعاتها، أو السنن التي تفردت بروايتها، كل هـذه الجهود غطت على جهود جميع النساء الراويات مجتمعات، فكانت بحق محدثة عصرها، بل كل العصور.

4- يلاحظ: تراجع الرواية النسائية بعد عصر التابعيات، أي بعد [ ص: 200 ] ذهاب تلميذات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا وخاصة تلميذات عائشة رضي الله عنها ، حتى كادت تنعدم في أواخر القرن الثالث.

5- الكلام عن سير حركة الرواية النسائية وتطورها، مرتبط بالمادة الإخبارية التي توفرها كتب الحديث، والتاريخ، والتراجم، وهي من غير شك لا تعكس الحقيقة الأكيدة عن الحياة العلمية للنساء وخاصة بالنسبة لاهتمامهن بالحديث.

6- وما نذهب إليه هـو أن الخدمة التي قدمتها النساء للحديث، تحملا، وأداء وتبليغا ونشرا، كانت قائمة على جهود فردية لا يضبطها اتجاه موحد.

7- لعل الأسباب التي جعلت رواية النساء المحصاة قليلة نوعا ما، هـو غلبة رواية الرجال من جهة وخاصة الحفاظ منهم، ومن جهة أخرى فإن أمر التحديث لم يكن مهنة تمتهن في كل حال، بل كانت موقوفة على المناسبات والأحداث، من أسئلة وفتاوى، أو بغية بيان حكم احتيج إليه مثلا.

8- قلة المعلومات والأخبار عن الراويات وما توفر لدى المصنفين، لا يكفي لإعطاء صورة واضحة عن مركز الراوية العلمي، بل يبخسها حقها، فتلحق بالمجاهيل ليس لشيء إلا لأنه لم يرو عنها إلا واحد. [ ص: 201 ]

9- لم يكن هـناك تشجيـع عام للحركة العلمية النسائيـة، إلا ما كان قائما كما ذكرنا على جهود فردية، كما فعلت أم المؤمنين عائشـة رضي الله عنها في تعليم جيل من التلميذات كان أغلبهن في حجرها.

التالي السابق


الخدمات العلمية