الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

دور المرأة في خدمة الحديث (في القرون الثلاثة الأولى)

آمال قرداش بنت الحسين

محتوى مروياتها رضي الله عنها

كان وجود أم المؤمنين أم سلمة ، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سنة (58هـ) ، تربعت أم سلمة رضي الله عنها على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية، والفتن.... إلخ.. ويجدر هـنا أن نذكر بقليل من التفصيل الموضوعات التي تطرقت لها مروياتها.

كما هـو الشأن بالنسبة لمرويات عائشة، فإن مرويـات أم سـلـمة أيضـا معظـمها في الأحكـام وما اختص بالعبادات أساسا.

ففي أبواب الطهارة، روت في غسل الجنابة واغتسال الرجل مع زوجه، وكيفية اغتسال النساء، وفي دخول الحائض والجنب المسجد، والنوم مع الحائض في لحاف واحد، والاستحاضة، وفي ذيول النسـاء وما يطهرها.... وغيرها.

وفي أبواب الصلاة وما تعلق بها من أحكام، روت في الركعتين بعد العصر، وهي صاحبة هـذه الرواية، وقد أخذتها عنها عائشة وغيرها، كما روت في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية صلاته، ووتره ونوافله، وروت في الدعاء دبر الصلاة، كما روت في عدم قضاء الحائض [ ص: 70 ] الصلاة، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم جالسا، والمرأة تصلي في درع وخمار ليس لها إزار إذا لم تظهر قدماها، وفي القنوت....

وفي الزكاة، روت في الإنفاق على الأولاد والزوج، وفي فضل الصدقة، وفي زكاة الحلي.

وفي أبواب الصوم، روت في الجنب يدركه الفجر، وفي القبلة للصائم، وفي فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وفي الصوم في ذي الحجة.

كما روت في أبواب الحج: في حج النساء، وفي ما بين النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره، وفيمن أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى... وفي طواف الخروج...

وروت أيضا في الجنائز، في الدعاء للميت، والدعاء عند المصيبة، والنهي عن اكتحال الحادة.

وروت في الأدب، وفي ستر العورة، وفي رفع الرأس إلى السماء عند الخروج من البيت، والمرأة ترخي من إزارها ذراعا، وروت في الأشربة، والنهي عن عجم النوى طبخا وخلط النبيذ بالتمر... وفي النكاح، روت زواجها، وفي الإحداد والرضاع...

كما روت في المغازي، والمظالم والفتن، في الجيش الذي يخسف به، وفي المهدي، وروت في المناقب في ذكر علي وذكر عمار.

فهذا الكم من المرويات وغيرها، كما نلاحظ تغلب عليه الصفة العملية مع وجود مرويات في غير ذلك، في الأقوال النبوية وفي [ ص: 71 ] الأدعية، مما يعطي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها شهادة أيضا على حفظها واهتمامها بما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم وروايته للناس.

وقد نقل عنها مروياتها جيل من التلاميذ رجالا ونساء، من مختلف الأقطار، حيث روى عنها رضي الله عنها خلق كثير.

- فمن الصحابة: أم المؤمنين عائـشة ، أبو سعيـد الخـدري ، عـمر بن أبي سلمة ، أنس بن مالك ، بريدة بن الحصين الأسلمي ، سليمـان بن بريـدة ، أبو رافـع ، ابن عبـاس .

- ومن التابعين، أشهرهم: سعيد بن المسيب ، سليمان بن يسار ، شقيق بن سلمة ، عبد الله بن أبي مليكة ، عامر الشعبي ، الأسـود بن يـزيـد ، مجـاهد ، عـطـاء بن أبـي ربـاح ، شـهر بن حوشب ، نافع بن جبير بن مطعم ... وآخرون.

- ومن النساء: ابنتها زينب ، هـند بنت الحارث ، صفية بنت شيبة ، صفية بنت أبي عبيد ، أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عـوف ، عمـرة بنـت عبـد الرحـمن ، حكيـمة ، رميثـة ، أم محمد ابن قيس .

- ومن نساء أهل الكوفة: عمرة بنت أفعى ، جسرة بنت دجاجة ، أم مساور الحميري ، أم موسى (سرية علي) ، جدة ابن جدعان ، أم مبشر [1] . [ ص: 72 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية