الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
16616 7357 - (17064) - (4\118) عن ربعي بن حراش، عن حذيفة: " أن رجلا أتى به الله عز وجل، فقال: ماذا عملت في الدنيا؟ فقال له الرجل: ما عملت من مثقال ذرة من خير أرجوك بها، فقالها له ثلاثا، وقال في الثالثة: أي رب، كنت أعطيتني فضلا من مال في الدنيا، فكنت أبايع الناس، وكان من خلقي أتجاوز عنه، وكنت أيسر على الموسر، وأنظر المعسر، فقال عز وجل: نحن أولى بذلك منك، تجاوزوا عن عبدي، فغفر له " فقال أبو مسعود: هكذا سمعت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم " ورجل آخر أمر أهله إذا مات أن يحرقوه، ثم يطحنوه، ثم يذروه في يوم ريح عاصف، ففعلوا ذلك به، فجمع إلى ربه عز وجل، فقال له: ما حملك على هذا؟ قال: يا رب لم يكن عبد أعصى لك مني، فرجوت أن أنجو، قال الله عز وجل: تجاوزوا عن عبدي. فغفر له " قال أبو مسعود: هكذا سمعته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التالي السابق


* قوله : "أتي به ": على بناء المفعول .

* "أتجاوز عنه ": أي: عن الحق; أي: عمن لزمه الحق .

* "أيسر": من التيسير; أي: بقبول ما أدى .

* "وأنظر ": من الإنظار.

* "إذا مات ": أي: إذا حضره الموت، متعلق بأمر، ويمكن أن يكون على [ ص: 92 ] ظاهره، ويكون متعلقا بما يفهم من قوله: "أن يحرقوه "; أي: أمرهم أن يفعل به ذلك .

* "أن يحرقوه ": من التحريق، أو الإحراق .

* "ثم يطحنونه ": أي: يطحنوه، ساقه مساق الإخبار عنهم حثا على الفعل، كأنه يقول: إنكم فاعلون هذا لا محالة، فهو غير معطوف على " يحرقوه "، فلذلك ثبتت النون .

* "يذرونه ": كيدعون; أي: يفرقون .

* "فجمع ": على بناء المفعول.

* * *




الخدمات العلمية