الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
736 - ( 6 ) - حديث جابر : { سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته : لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله }. مسلم بهذا من طريق أبي سفيان ، عن جابر ، ومن طريق أبي الزبير عنه ، وفي ابن أبي شيبة من طريق أبي صالح ، عن جابر ، وفي ثقات ابن حبان أن بعض السلف سئل عن معناه ، فقال : معناه أنه لا يجمعه والفجار في دار واحدة . وقال الخطابي : معناه : أحسنوا أعمالكم حتى يحسن ظنكم بربكم ، فمن أحسن عمله حسن ظنه بربه ، ومن ساء عمله ساء ظنه . وفي الباب عن أنس رويناه في الخلفيات بسند فيه نظر .

وفي الصحيحين [ ص: 214 ] عن أبي هريرة مرفوعا : { قال الله أنا عند ظن عبدي بي }وروى ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن إبراهيم قال : كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته ، لكي يحسن ظنه بربه ، وعن سوار بن معتمر قال لي أبي : حدثني بالرخص ، لعلي ألقى الله وأنا حسن الظن به .

قوله : استحب بعض التابعين قراءة سورة الرعد ، انتهى . والمبهم المذكور هو أبو الشعثاء جابر بن زيد ، صاحب ابن عباس ، أخرجه أبو بكر المروزي في كتاب الجنائز له ، وزاد : فإن ذلك تخفيف عن الميت ، وفيه أيضا عن الشعبي قال : كانت الأنصار يستحبون أن يقرءوا عند الميت سورة البقرة ، وأخرج المستغفري في فضائل القرآن أثر أبي الشعثاء المذكور نحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية