الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
م23 - واختلفوا: في اللحمان هل هي جنس واحد أو أجناس.

فقال أبو حنيفة: هي أجناس مختلفة باختلاف أصولها.

وقال مالك: هي ثلاثة أصناف، لحم ذوات الأربع، من الأنعام والوحش، كلها صنف واحد، ولحوم الطير كلها صنف واحد، ولحوم ذوات الماء صنف.

وقال الشافعي في قول: كلها جنس واحد، وفي القول الآخر: إنها أجناس على الإطلاق.

وعن أحمد روايات ثلاث:

إحداها: أنها أجناس مختلفة باختلاف أصولها مطلقا، كمذهب أبي حنيفة، وأحد القولين عن الشافعي.

وعنه رواية ثانية: أنها أربعة أجناس، لحم الأنعام صنف، والوحوش صنف، والطير صنف، وذوات الماء صنف.

وعنه رواية ثالثة: أنها كلها جنس واحد كالقول الآخر عن الشافعي، وهي - أعني هذه الرواية الثالثة- اختيار الخرقي.

[ ص: 86 ] ففائدة الخلاف بينهم أنه من قال: هي جنس واحد لم يجز بيع بعضها ببعض على الإسلاف إلا متماثلا، ومنهم من قال: هي أجناس ثلاثة أو أربعة أو مختلفة على الإطلاق، جاز بيع كل واحد منهما بخلافه من الجنس الآخر متفاضلا، ولم يجز بصنفه إلا متماثلا، وكذلك اختلافهم في الألبان.

[ ص: 87 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية