الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5336 5660 - حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد قال: قال عبد الله بن مسعود: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك، فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله، إنك توعك وعكا شديدا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم". فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أجل". ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "ما من مسلم يصيبه أذى - مرض فما سواه - إلا حط الله له سيئاته كما تحط الشجرة ورقها". [انظر: 5647 - مسلم: 2571 - فتح 10 \ 120]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث الجعيد، عن عائشة بنت سعد، أن أباها قال: تشكيت بمكة شكوا شديدة .. الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في الجنائز وغيره .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 297 ] وحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في الوعك، وقد سلف قريبا .

                                                                                                                                                                                                                              والشكو والشكوى والشكاة والشكاية: المرض.

                                                                                                                                                                                                                              والجعيد بضم أوله، وجده أوس مدني، قال البخاري: قال مكي: سمعته من الجعيد سنة أربع وأربعين ومائة، ويقال فيه أيضا: الجعد. أخرج له مسلم حديثا واحدا وهو حديث السائب الآتي .

                                                                                                                                                                                                                              أما حكم الباب فوضع اليد على المريض تأنيس له وتعرف لشدة مرضه ليدعو له العائد على حسب ما يبدو منه، وربما رقاه بيده ومسح على ألمه، فانتفع به العليل إذا كان عائده صالحا يتبرك بيده ودعائه كما فعل - عليه السلام - ، وذلك من حسن الأدب واللطف بالعليل، وينبغي امتثال أفعاله كلها والاقتداء به فيها ما لم تكن خاصة به.

                                                                                                                                                                                                                              وزاد في حديث سعد هنا: (فأوصي بالثلث وأترك لها الثلثين). قال الداودي : إن يكن هذا محفوظا فلقد كان قبل أن تنزل الفرائض.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("الثلث والثلث كثير"). قال بعض العلماء: إن الوصية تكون بدون الثلث، وأكثرهم كما قال ابن التين على إجازته.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (فما زلت أجد برده على كبدي فيما يخال إلي حتى الساعة) أي: يظن.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن التين : وصوابه يخيل من التخيل، قال تعالى: يخيل إليه من سحرهم [طه: 66].




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية