الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5444 5781 - وزاد الليث قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب قال: وسألته: هل نتوضأ أو نشرب ألبان الأتن أو مرارة السبع أو أبوال الإبل؟ قال: قد كان المسلمون يتداوون بها، فلا يرون بذلك بأسا، فأما ألبان الأتن فقد بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لحومها، ولم يبلغنا عن ألبانها أمر ولا نهى، وأما مرارة السبع قال ابن شهاب: أخبرني أبو إدريس الخولاني، أن أبا ثعلبة الخشني أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن أكل كل ذي ناب من السبع. [انظر: 5530 - مسلم: 1932 - فتح 10 \ 249]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أكل كل ذي ناب من السباع. قال الزهري: ولم أسمعه حتى أتيت الشأم.

                                                                                                                                                                                                                              وزاد الليث قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب قال: وسألته: هل نتوضأ أو نشرب ألبان الأتن أو مرارة السبع أو أبوال الإبل؟ قال: قد كان المسلمون يتداوون بها، فلا يرون بذلك بأسا، فأما ألبان الأتن فقد بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لحومها، ولم يبلغنا عن ألبانها أمر ولا نهي، وأما مرارة السبع فقال ابن شهاب: أخبرني أبو إدريس فذكره.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 569 ] الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              (هذا الحديث سلف في الذبائح) ، وقول ابن شهاب: (فلا يرون بذلك بأسا). أراد به أبوال الإبل; لأنه - صلى الله عليه وسلم - أباح للعرنيين شربها والتداوي بها. وقوله في ألبان الأتن: (إنه لم يبلغنا عنه أمر ولا نهي). كما نهى عن لحمه فلبنه منهي عنه; لأن اللبن متولد من اللحم، ألا ترى أنه استدل الزهري على أن النهي عن مرارة السبع بنهيه عن أكل ذي ناب من السباع، وكذلك ألبان الأتن. وقد سئل مالك عن ألبان الأتن فقال: لا خير فيها . وقال ابن التين : اختلف في ألبان الأتن على وجهين:

                                                                                                                                                                                                                              أحدهما: على الخلاف في لحومها هل هي محرمة أو مكروهة؟

                                                                                                                                                                                                                              والثاني: بعد التسليم بالتحريم هل لبنهن حلال قياسا على لبن الآدمية؟

                                                                                                                                                                                                                              والأتن جمع أتان في الكثير وفي القلة ثلاثة أتن مثل عناق والأعنق والكثير أتن بسكون التاء وضمها، ومرارة السبع على الاختلاف أيضا في لحومها هل هي محرمة أو مكروهة؟




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية