الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عجم ) ( هـ ) فيه : " العجماء جرحها جبار " . العجماء : البهيمة ، سميت به لأنها لا تتكلم . وكل ما لا يقدر على الكلام فهو أعجم ومستعجم .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : " بعدد كل فصيح وأعجم " . قيل : أراد بعدد كل آدمي وبهيمة .

                                                          * ومنه الحديث : إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه . أي : أرتج عليه فلم يقدر أن يقرأ ، كأنه صار به عجمة .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث ابن مسعود : " ما كنا نتعاجم أن ملكا ينطق على لسان عمر " . أي : ما كنا نكني ونوري . وكل من لم يفصح بشيء فقد أعجمه .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث الحسن : " صلاة النهار عجماء " . لأنها لا تسمع فيها قراءة .

                                                          * وفي حديث عطاء : " وسئل عن رجل ألهز رجلا فقطع بعض لسانه فعجم كلامه ، فقال : يعرض كلامه على المعجم ، فما نقص كلامه منها قسمت عليه الدية " . المعجم : حروف ا ب ت ث ، سميت بذلك من التعجيم ، وهو إزالة العجمة بالنقط .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أم سلمة : " نهانا أن نعجم النوى طبخا " . هو أن يبالغ في نضجه حتى يتفتت وتفسد قوته التي يصلح معها للغنم . والعجم - - بالتحريك - - النوى .

                                                          وقيل : المعنى أن التمر إذا طبخ لتؤخذ حلاوته طبخ عفوا حتى لا يبلغ الطبخ النوى ولا يؤثر فيه تأثير من يعجمه . أي : يلوكه ويعضه ; لأن ذلك يفسد طعم الحلاوة ، أو لأنه قوت للدواجن فلا ينضج لئلا تذهب طعمته .

                                                          [ ص: 188 ] ( هـ ) وفي حديث طلحة : " قال لعمر - رضي الله عنهما - : لقد جرستك الدهور وعجمتك الأمور " . أي : خبرتك ، من العجم : العض . يقال : عجمت العود إذا عضضته لتنظر أصلب هو أم رخو .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث الحجاج : " إن أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها عودا عودا " .

                                                          [ هـ ] وفيه : " حتى صعدنا إحدى عجمتي بدر " . العجمة بالضم من الرمل : المشرف على ما حوله .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية