الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عصم ) * فيه من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا الله أي ما يعصمه من المهالك يوم القيامة . العصمة : المنعة ، والعاصم : المانع الحامي ، والاعتصام : الامتساك بالشيء ، افتعال منه .

                                                          [ هـ ] ومنه شعر أبي طالب :

                                                          ثمال اليتامى عصمة للأرامل

                                                          أي يمنعهم من الضياع والحاجة .

                                                          * ومنه الحديث فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم .

                                                          وحديث الإفك فعصمها الله بالورع .

                                                          [ هـ ] وحديث الحديبية ولا تمسكوا بعصم الكوافر جمع عصمة ، والكوافر : النساء الكفرة ، وأراد عقد نكاحهن .

                                                          ( هـ ) وحديث عمر " وعصمة أبنائنا إذا شتونا " أي يمتنعون به من شدة السنة والجدب .

                                                          [ هـ ] وفيه أن جبريل جاء يوم بدر وقد عصم ثنيته الغبار أي لزق به ، والميم فيه بدل من الباء . وقد تقدم .

                                                          ( هـ ) وفيه لا يدخل من النساء الجنة إلا مثل الغراب الأعصم هو الأبيض الجناحين ، وقيل الأبيض الرجلين . أراد : قلة من يدخل الجنة من النساء ; لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل .

                                                          * وفي حديث آخر قال : المرأة الصالحة مثل الغراب الأعصم ، قيل : يا رسول الله ، وما الغراب الأعصم ؟ قال : الذي إحدى رجليه بيضاء .

                                                          * وفي حديث آخر عائشة في النساء كالغراب الأعصم في الغربان .

                                                          [ ص: 250 ] * وفي حديث آخر " بينما نحن مع عمرو بن العاص فدخلنا شعبا فإذا نحن بغربان ، وفيها غراب أحمر المنقار والرجلين ، فقال عمرو : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا يدخل الجنة من النساء إلا قدر هذا الغراب في هؤلاء الغربان " وأصل العصمة : البياض يكون في يدي الفرس والظبي والوعل .

                                                          * ومنه حديث أبي سفيان " فتناولت القوس والنبل لأرمي ظبية عصماء نرد بها قرمنا " .

                                                          ( هـ ) وفيه " فإذا جد بني عامر جمل آدم مقيد بعصم " العصم : جمع عصام ، وهو رباط كل شيء ، أراد أن خصب بلاده قد حبسه بفنائه ، فهو لا يبعد في طلب المرعى ، فصار بمنزلة المقيد الذي لا يبرح مكانه . ومثله قول قيلة في الدهناء : إنها مقيد الجمل : أي يكون فيها كالمقيد لا ينزع إلى غيرها من البلاد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية