الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( صوم ) * فيه : صومكم يوم تصومون . أي أن الخطأ موضوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد ، فلو أن قوما اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين ولم يفطروا حتى استوفوا العدد ، ثم ثبت أن الشهر كان تسعا وعشرين فإن صومهم وفطرهم ماض ، ولا شيء عليهم من إثم أو قضاء ، وكذلك في الحج إذا أخطأوا يوم عرفة والعيد فلا شيء عليهم .

                                                          * وفيه : " أنه سئل عمن يصوم الدهر ، فقال : لا صام ولا أفطر " . أي : لم يصم ولم يفطر كقوله تعالى : فلا صدق ولا صلى . وهو إحباط لأجره على صومه حيث خالف السنة . وقيل : هو دعاء عليه كراهية لصنيعه .

                                                          [ ص: 62 ] * وفيه : فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم . معناه أن يرده بذلك عن نفسه لينكف . وقيل : هو أن يقول ذلك في نفسه ويذكرها به فلا يخوض معه ويكافئه على شتمه فيفسد صومه ويحبط أجره .

                                                          وفيه : " إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل إني صائم " . يعرفهم ذلك لئلا يكرهوه على الأكل ، أو لئلا تضيق صدورهم بامتناعه من الأكل .

                                                          * وفيه : من مات وهو صائم صام عنه وليه . قال بظاهره قوم من أصحاب الحديث ، وبه قال الشافعي في القديم ، وحمله أكثر الفقهاء على الكفارة ، وعبر عنها بالصوم إذ كانت تلازمه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية