الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الوجه الثالث : أن ما ذكروه معارض بقيام هذه الصفات في الإنسان ، فإن الإنسان تقوم به الحياة والقدرة والحس ، ولم نذكر العلم ، ولا نحتاج أن نقول -كما قالت المعتزلة : إن الأعراض المشروطة بالحياة إذا قامت بجزء في الجملة عاد حكمها إلى جميع الجملة ، بل نذكر من الأعراض ما يعلم قيامه بالبدن الظاهر كالحياة والحس والحركة والقدرة ، فإن هذا التقسيم الذي ذكروه يرد عليه ، فإنه إن قيل : إن كل جزء من أجزائه متصف بهذه الصفات لزم تعدد الإنسان، وإن كان المتصف بجملتها بعض الأجزاء فلا أولوية ، ولزم أن لا يتعدى حكم الصفة محلها .

والتقدير أن ظاهر البدن كله حي حساس ، وإن قيل: كل واحد يختص بصفة ، فهو معلوم الفساد بالضرورة مع أنه لا أولوية . [ ص: 191 ]

وإن قيل : تقوم الصفة الواحدة بالجملة لزم قيام الواحد بالمتعدد ، فإذا كان هذا التقسيم واردا على ما يعلم قيام الصفات به، لم ينف قيامها به، علم أنها حجة باطلة .

التالي السابق


الخدمات العلمية