الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأيضا فإن حد العالم في الشاهد من قام به العلم ، والقادر من قامت به القدرة ، وعلى هذا النحو ، والحد لا يختلف شاهدا ولا غائبا . [ ص: 34 ] وأيضا فإن شرط العالم في الشاهد قيام العلم به . وكذلك في القدرة وغيرها ، والشرط لا يختلف شاهدا ولا غائبا" .

قلت : وهذه الطريقة مع إمكان تقريرها على هذا الوجه ، فإنه يمكن تقريرها على وجه أكمل منه ، ومع هذا فقد قال : هذه الحجة مما يضعف التمسك بها جدا ، وأورد عليها أنها مبنية على الجمع بين الشاهد والغائب .

وقد تكلمنا على ما ذكره هو وغيره في غير هذا الموضع ، وبينا أن الحجة لا يحتاج فيها إلى هذا الجمع ، ]ولو احتيج فيها إلى هذا الجمع] فهو صحيح ، فإنه من باب قياس الأولى ، وهو أن ما كان من لوازم الكمال فثبوته للخالق أولى منه للمخلوق ، كما قد ذكر في غير هذا الموضع .

لكن المقصود هنا أنه اعترض على قولهم : لو لم يتصف بهذا لاتصف بضده العام الذي يتضمن النفي ، وهو قد ذكر هنا أنه قرره .

التالي السابق


الخدمات العلمية