الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3897 [ 1997 ] وعن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه، وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده!. فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفع به. قال: لا والله، لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                              رواه مسلم (2090). [ ص: 409 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 409 ] وقوله - صلى الله عليه وسلم - للرجل الذي طرح الخاتم من يده: ( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ) يدل على تغليظ التحريم، وأن لباس خاتم الذهب من المنكر الذي يجب تغييره.

                                                                                              وقول الرجل لصاحبه: ( خذ خاتمك انتفع به ) يدل: على أنهم علموا أن المحرم إنما هو لباسه، لا اتخاذه، ولا الانتفاع به. وهذا لا يختلف فيه في الخاتم، فإن لباسه للنساء جائز. وهذا بخلاف أواني الذهب والفضة، فإن اتخاذها غير جائز; لأنه لا يجوز استعمالها لأحد. وقد تقدم الخلاف في ذلك.

                                                                                              وقول الرجل: ( لا والله! لا آخذه أبدا ) مبالغة في طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيكون الرجل قد نوى أن يدفع لمن يستحقه من المساكين; لا أنه أضاعه، فإنه - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عن إضاعة المال.




                                                                                              الخدمات العلمية